دراسات وتحليل

كاتب روسي: لو قررت موسكو إزالة الأسد من السلطة فقد تفشل هذه الخطوة حتى لو كانت من خلال الانتخابات الوطنية

كاتب روسي: لو قررت موسكو إزالة الأسد من السلطة فقد تفشل هذه الخطوة حتى لو كانت من خلال الانتخابات الوطنية

أوطان بوست – وكالات

في منتصف نيسان/ إبريل نشرت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية “رايافان” مقالاً بعنوان “الفساد في الحكومة السورية يدمر اقتصاد البلاد”.

على الرغم من إزالته من الموقع بعد ذلك بيومين شكك المراقبون في الأساس بهذا المقال وفي مصلحة وكالة الأنباء في بث مثل هذه المقالات المحرجة وسط الاشتبـ.ـاكات داخل النظام.

ووصف العديد من محللي الأمن الروس هذه الوكالة بأنها الناطقة بلسان رجل الأعمال الروسي المشهور يفغيني بريغوجين.

عناصر يتبعون لروسيا في سوريا / انترنت

ويعتقد هؤلاء المحللون أنفسهم والذين تحدث الكثير منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم أن ظهور مقالات تنتقد بشار الأسد يأتي في سياق الصعوبات التي واجهها بريغوجين مؤخراً فيما يتعلق بمدفوعاته التي لا تعد ولا تحصى من الأجهزة الأمنية في سوريا.

يعتبر بريغوجين من القلة القوية ذات الروابط الوثيقة بالكرملين، ومنذ تأسيس شركة هوت دوج مع زوج أمه في أوائل التسعينيات جعلته شبكة بريغوجين لمتاجر تقديم الطعام والمتاجر واحداً من أغنى الشخصيات في روسيا وذلك بفضل حصولها على العديد من العقود الحكومية المربحة.

إقرأ أيضاً: “نتنياهو” يحدد أولويات إسرائيل في سوريا

كما يملك بريغوجين الآن مجموعة متنوعة من المصالح من خطط سحق الاحتجاجات الأخيرة في السودان، ومصالح التعدين في جمهورية إفريقيا الوسطى إلى مجموعة المرتزقة شبه العسكرية الروسية فاغنر التي تساعد الميليشيات المنهكة لبشار الأسد.

والأهم من ذلك يسيطر بريغوجين على شركة Evro Polis Ltd الخاضعة للعقوبات الأمريكية والتي وفقاً للاتفاقيات الموقعة مع السلطات السورية في عامي 2016 و2018 يُزعم أنها تطالب بربع جميع النفط والغاز المستخرج من الأراضي السورية التي تمت استعادتها من قِبَل قوات النظام.

اكتشفت صحيفة “نوفايا جازيتا” الروسية الناقدة أن النظام السوري تعاقد مع “يورو بوليس” للقيام بعملـ.ـيات عسكرية نيابة عن الأسد مقابل 25% من إنتاج النفط والغاز في المناطق التي أعيدت إلى سيطرة النظام.

في نيسان/ إبريل 2020 وجدت “نوفايا جازيتا” أيضاً أن “يورو بوليس” تتحكم في حقل غاز الشاعر الذي تمت استعادته مؤخراً في محافظة حمص.

طوَّر “نيكولاي سوخوف” زميل باحث كبير في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فهماً عميقاً لديناميكيات السلطة في دمشق فقال: “يفترض المراقبون المحليون في سوريا أن الهياكل الشبيهة بالمافيا الروسية تتصادم مع النظراء السوريين، واعتقدوا أن الشخصيات الفاسدة في روسيا تحاول حل مشاكله الخاصة من خلال استنكار الفساد في دائرة الأسد بصوتٍ عالٍ”.

إقرأ أيضاً: كاتب تركي: “أنتم تخدمون الشيطان بأموالكم” خلاص ليبيا وتحريرها سيكون بدعم من تركيا

ومنذ نهاية نيسان/ إبريل 2020 قامت رايافان بعكس الرواية بشكل كامل حتى أنها امتدحت الأسد على جهوده في إدارة أزمة “كوفيد-19” واتهمت إحدى المقالات رئيس الوزراء عماد خميس وشركاءه بتوجيه جيوب عائدات النفط والغاز.

في مقابلة تمت إزالتها لاحقاً من منصات RT انتقد “طلاس” بشدة تركيز الثروة في أيدي عائلة الأسد.

وأشار أيضاً إلى رغبة الأسد في إعادة ترسيخ نفسه كسياسي مستقل، وإذا حقق الأسد ذلك فقد يكون هذا كارثياً بالنسبة لإستراتيجية روسيا الجيوسياسية في المنطقة بأكملها.

ويختتم المقال بالقول: إنه حتى لو قررت موسكو إزالة الأسد من السلطة فقد تفشل هذه الخطوة حتى لو كانت من خلال الانتخابات الوطنية.

وأفادت “كوميرسانت” صحيفة الأعمال التجارية الليبرالية الرائدة في روسيا عن تكهنات بأن الكرملين صادق على أحدث إجراءات مكافحة الفساد ضد العديد من رجال الأعمال السوريين بما في ذلك رامي مخلوف ابن عم الأسد وصديق الطفولة الذي غالباً ما يوصف بأنه أغنى شخص في سوريا.

وتم رفض هذه النظريات من قِبَل “كيريل سيمينوف” الخبير غير المقيم في المركز الفكري الدبلوماسي الذي أسس مجلس الشؤون الدولية الروسي (RIAC) وقال: لا تقف روسيا وراء “الهجوم على مخلوف”، بل إن الأسد نفسه هو الذي “يحتاج إلى المال بأي ثمن ذلك لأن نظامه ينهار ولذلك يضغط على أموال من حوله”.

إقرأ أيضاً: قيادي سوري: سورية إلى أين ؟! .. وإيران تتحرك وفق إستراتيجيتين في سورية

في مقال لمعهد الدراسات الشرقية يحذر “سوخوف” من أن الاقتصاد السوري ينحدر خاصة منذ الإغلاق الرسمي لحدود سوريا مع جيرانها؛ ما يسمح لها بالتهريب، وكتب أن مشاعر الظلم لدى السكان السوريين قنبلة موقوتة محتملة.

يعتقد “سوخوف” أن هذا الفساد الروتيني فضلاً عن الممارسات السيئة التي ترتكبها الأجهزة الأمنية المختلفة في البلاد بات حقيقةً يومية للمواطنين السوريين.

وبحسب “سوخوف” بات من شبه المستحيل على الغرباء اختراق هذا النظام.

يبدو أن كلاً من سوخوف وأيسينيونوك منشغلان أكثر بالفساد المستوطن في سوريا والمحسوبية المزمنة التي تهدد مصالح الكرملين في البلاد بدلاً من الترويج لتغيير النظام.

في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 أعلنت وكالة الأنباء الروسية أن العمليات في سوريا تكلف وزارة الدفاع الروسية ما لا يقل عن 2.5 مليون دولار يومياً، وتجنبت السلطات الروسية حتى الآن توضيح أيّ تقديرات لمشاركتها في سوريا، لكن تشوركوف يعتقد أنها تريد عائد استثمارها.

وأشار تشوركوف وهو زميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية إلى أن اقتصاد الحـ.ـرب هو من عرقل بشدة تدفق الاستثمار الأجنبي.

مع قيام روسيا بالتحدث علناً عن الفساد فهذا يعني أن فساد الدولة وغياب القانون في سوريا قد دخلا منطقة مجهولة.

المصدر: مجلة زينيث + نداء سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً