تاريخ

قصة عكرمة بن أبي جهل فارس قريش الراكب المهاجر وأسد اليرموك وقصصه مع النبي صلى الله عليه وسلم

كان هناك أمراً بالقضـ.ـاء عليه ولو وجد متعلـقاً بأستار الكعبة.. قصة إسلام عكرمة بن أبي جهل فارس قريش وأسد اليرموك وقصصه مع النبي ﷺ

أوطان بوست – وكالات

عكرمة بن أبي جهل كان في جاهليته من أشد الناس عـ.ـداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شربها من أبيه عمر بن هشام الملقب بأبي جهل.

لكن عندما أسلم، حسُن إسلامه، وأصبح صحابيًا جليلًا ومجـ.ـاهدًا لا يشق له غبار، فكان خير فرسان المسلمين حتى اسـ.ـتشهد.

نسب وصفات ونشأة عكرمة بن أب جهل

عكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

عكرمة بن أبي جهل، مسلسل عمر

والده: عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي الكناني، كان يُكنى بـ “أبي الحكم”، ثم كناه النبي محمد بـ “أبي جهل”.

وذلك لقتله امرأة عجوزًا ط،.،عنًا بالحرباء من قُبُلها حتى المـ.ـوت، بسبب جهرها بالإسلام، وهي سمية بنت خياط.

والدته: أم عكرمة فلوة بنت كبير بن حبيب بن ربيعة بن هيثم بن سعد بن ماجد بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عامر(عنزة) بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

زوجته: أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخ عمرو بن هشام وأمها فاطمة بنت الوليد وخالها هو سيف الله المسلول خالد بن الوليد.

كان عكرمة من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شرب هذه العـ.ـداوة من أبيه، فظلت كنية أبيه تلاحقه، رغم إسلامه بعد فتح مكة، حيث فر إلى اليمن ثم عاد من هناك مسلمًا.

أما عن صفاته، فقد كان عكرمة طويل القامة، مفتول العضلات، عريض المنكبين، حاد الملامح، حنطي البشرة، غزير الشعر، جهوري الصوت، شديد الشبه بأبيه عمرو بن هشام بن المغيرة (أبو جهل)، و كان لين العريكة، حليمًا، حكيمًا.

نشأ عكرمة في مكة في جو مترف محفوف بالنعيم، في بيت أبي جهل، وتعلم القراءة والكتابة و الأنساب على يد أفضل المعلمين في تهامة.

وكغيرة من أبناء العرب، تعلم عكرمة الفروسية وأبدى نبوغًا ومهارة في المبارزة وفنون القتال، وتميز على جميع أقرانه ببراعته في رمي الرمح وتصويب السهام، كما عُرف بالشجاعة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ.

عكرمة بن أبي جهل وعـ.ـداوته للمسلمين

كان عكرمة من أشد الناس عـ.ـداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شرب هذه العـ.ـداوة من أبيه أبي جهل، الذي قاد المشركين في غـ.ـزوة بدر.

وشارك فيها عكرمة كأحد فرسان قريش المكلفين بإنقاذ قوافل قريش التي يقودها أبو سفيان بن حـ.ـرب، بعد أن وصلت الأخبار إلى مكة أن المسلمين قد تعرضوا للقوافل في بدر.

رأى عكرمة في المعـ.ـركة عبد الله بن مسعود يرتقي على صدر أبيه و يقـ.ـتله، فانسحب عكرمة من المعـ.ـركة مع غيره من فرسان قريش.

وعاد عكرمة إلى مكة بعد أن خلف جـ.ـثة سيد قريش في بدر فقد أعجزته الهزيمة عن أن يظفر بها ليدفنها في مكة.

وأرغمه الفرار على تركها للمسلمين فألقوها في القليب (بئر ألقيت فيها جثـ.ـث المشركين من قتـ.ـلى بدر) مع العشرات من قتـ.ـلى المشركين وأهالوا عليها الرمال.

في غـ.ـزوة أحد، خرج عكرمة ثأرًا لمقـ.ـتل أبيه ولهزيمة قريش، وأخرج معه زوجه أم حكيم لتقف مع النسوة الموتورات في بدر وراء الصفوف.

وتضـ.ـرب معهن على الدفوف، تحريضًا لقريش على القـ.ـتال وتثبيتًا لفرسانها إذا حدثتهم أنفسهم بالفرار، فكان على ميمنة فرسان قريش خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن عمرو.

يوم الخندق، يوم حاصر المشركون المدينة أيامًا طوالاً، فنفد صبر عكرمة بن عمرو وضاق ذرعًا بالحصار، فنظر إلى مكان ضيق من الخندق وأقحم جواده فيه فاجتازه.

ثم اجتازه وراءه بضعة فرسان في مغامرة جريئة ذهب ضحـ.ـيتها عمرو بن ود، قائد المشركين الذي قتـ.ـله علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

إسلام عكرمة بن أبي جهل

في السنة الثامنة من الهجرة اتجه المسلمون إلى مكة فاتحين، ويُقرِّر الرسول الرحيم العفو عن جميع أهل مكة من المشركين إلا أربعة أنفس، هم: عكرمة بن أبي جهل، عبد الله بن خطل، مقيس بن صبابة، عبد الله بن سعد بن أبي السرح، فقد أمر بقـ.ـتلهم وإنْ وجدوا متعلقين بأستار الكعبة.

هرب عكرمة ولحق باليمن، فركب البحر فأصابتهم عاصفة، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: “أخلصوا؛ فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا هاهنا”.

فقال عكرمة: “لئن أنجاني الله من هذا لأرجعَنَّ إلى محمد ولأضعنَّ يدي في يده”. 

فسكنت الريح، وكانت زوجته أم حكيم، وهي بنت عمِّه الحارث بن هشام، قد أسلمت يوم فتح مكة، فستأمنت له من رسول الله  فيؤمِّنه.

صورة قديمة للكعبة المشرفة قبل التوسعة (إنترنت)

ثم سارت إليه الزوجة الحريصة على نجاته من النار وهو باليمن بأمان رسول الله  فيقدم معها، ويُعلِن أمام رسول الله  شهادة الإسلام، فسُرَّ بذلك.

و لما دنا عكرمة من المدينة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “سيأتيكم عكرمة بن عمرو مؤمنًا مهاجرًا فلا تسبوا أباه، فإن سب المـ.ـيت يـ.ـؤذى الحى ولا يبلغ المـ.ـيت”.

فدخل عكرمة المدينة ووفد على رسول الله فقال له: “مرحبًا بالراكب المهاجر”، ثم بايعه على الإسلام، وشهد عكرمة مع النبي معـ.ـركة حنين والطائف وشهد حجة الوداع.

جهـ.ـاد عكرمة بن أبي جهل مع المسلمين

منذ أن أسلم عكرمة، حاول أن يعوض ما فاته من الخير، فقد أتى النبيَّ  وقال: “يا رسول الله، والله لا أترك مقامًا قمتُهُ لأصدَّ به عن سبيل الله إلا قمتُ مثله في سبيله، ولا أترك نفقةً أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله”.

وبعد وفاة رسول الله كان لعكرمة في قتال المرتدين أثر عظيم، فقد استعمله أبو بكر على جيـ.ـش وسيره إلى أهل عمان، وكانوا قد امتنعوا عن دفع الزكاة وظهر عليهم عكرمة.

ثم وجهه أبو بكر أيضًا إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة، سار إلى الشام مجـ.ـاهدًا أيام أبي بكر مع جيـ.ـوش المسلمين.

فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة، استقبله أبو بكر وسلم عليه وعرض عليه المعونة، فقال: “لا حاجة لي فيها”، فدعا له بالخير وسار إلى الشام.

شجاعة عكرمة بن أبي جهل في اليرموك 

في يوم اليرموك أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم.

وأثناء اشتباكه مع الروم، بادر إليه خالد بن الوليد فقال له: “لا تفعل يا بن العم فإن قتـ.ـلك سيكون على المسلمين شديد”.

فما كان من عكرمة إلا أن قال “تنحى عنى يا خالد جاهـ.ـدت بنفسي ضد رسول الله، أفأستبقيها الآن عن الله ورسوله” ثم نادى في المسلمين: “من يبايع على المـ.ـوت؟

فبايعه عمه الحارث بن هشام بن المغيرة وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتـ.ـلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتـ.ـال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعًا جراحًا، واستشـ.ـهدوا.

استـ.ـشهاد عكرمة بن أبي جهل

أصيب عكرمة والحارث بن هشام في اليرموك، فأوتي لخالد بعكرمة جريـ.ـحًا فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه.

فدعا الحارث بماء ليشربه، فلما قدم له، نظر إليه عكرمة، فقال: “ادفعوه إليه” ثم قضى نحبه، بحسب “نداء تركيا“.

وجد المسلمون في جسد عكرمة بضعًا وسبعين، من بين ضربة وطعـ.ـنة ورمية، وهكذا قد برّ عكرمة بما قطعه للرسول من عهد، فما خاض المسلمون معـ.ـركة بعد إسلامه، إلا وخاضها معهم، ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم.

مقالات ذات صلة