سوريا

قارورة “عطر دمشقي” .. منزل نزار قباني في دمشق معروض للبيع وهذا ما قاله قباني في منزله الدمشقي

قارورة “عطر دمشقي” .. منزل نزار قباني في دمشق معروض للبيع وهذا ما قاله قباني في منزله الدمشقي

أوطان بوست – فريق التحرير

تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، لافطة لأحد المكاتب العقارية في العاصمة السورية دمشق، كتب عليها: “بيت الشاعر نزار قباني للبيع”.

ويقع منزل الشاعر نزار قّباني في حي “مئذنة الشحم” وسط مدينة دمشق القديمة، وعلى مقربة من سوق البزورية الشهير، ومنطقة باب صغير.

ومنزل قباني، كما وصفه أنه أشبه بقارورة عطر تخطف الحواس الخمس لشاعرٍ استوحى مُجمل قصائده من كل نبتةٍ وكائنٍ حيّ فيه.

منزل نزار قباني الشاعر في دمشق معروض للبيع

ولايزال بيت الشاعر السوري يحتفظ بجذور الإنسان وقلبه ولغته، كأنه متحف مُصغّر صنعه الراحل نزار قباني (1923 – 1998) للمرأة ودمشق معاً.

عمر المنزل يتراوح بين 400 و 500 سنة

وذكرت مصادر إعلامية؛ أن البيت قد بيع من عائلة قباني في ثمانينيات القرن الماضي، وكان نزار على قيد الحياة في ذلك الوقت، لكنه كان يقيم في لندن نظرًا لخلافاته مع نظام الأسد الأب.

وقال “محمّد نظام” في حوار مع الميادين وهو صاحب المنزل الذي نشأ فيه نزار قباني في تصريح لوسائل الإعلام؛ “إن جدّه عباس اشتراه من والد نزار عام 1968، مُقدّراً عُمر المنزل بما يتراوح بين 400 و 500 سنة. 

وأضاف نظام، أن البيت بقي على حاله، خاصة أشجار الياسمين والكباد والليمون والنارنج، التي كان نزار يتحدث عنها بقصائده.

أما بالنسبة للتحديثات والتجديدات التي طرأت على المنزل فيقول نظام إنها لم تمسّ روحه، حيث أن “القاعدة الأساسية للمنزل ظلّت كما هي، فالبيت العربي الدمشقي لا يتغيّر.

منزل الشاعر نزار قباني

لكن أحدثنا تعديلات في الطابق العلوي، حيث أنشأنا أكثر من غرفة فيه ووضعنا مصعداً وهذا التحديث الوحيد فيه، بينما المدخل والليوان والغرف اليمينية واليسارية لم يطرأ عليها أيّ تعديل”.

 

من هو نزار قباني ؟

نزار بن توفيق القباني دبلوماسي وشاعر سوري، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة.

إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي، درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة.

حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء” وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات”.

أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني” وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما “القصيدة الدمشقية” و”يا ست الدنيا يا بيروت”.

الشاعر نزار قباني / صورة من الإنترنت

أحدثت حـ.ـرب 1967 والتي أسماها العرب “النكسة” مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه “شاعر الحب والمرأة” لتدخله معترك السياسة.

وقد أثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.

على الصعيد الشخصي

عرف قبّاني مـ.ـآسي عديدة في حياته، منها مقـ.ـتل زوجته بلقيس خلال تفجـ.ـيرٍ إنتحـ.ـاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل

ووفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”.

عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة “متى يعلنون وفاة العرب؟”، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

قبر الشاعر نزار قباني / إنترنت

ماذا قال الشاعر نزار قباني في منزله الدمشقي

نزار قباني لم يغفل عن ذِكر بيته حين خاطب والدته ذات مرة بقصيدةٍ جميلةٍ من مدريد بعنوان “خمس رسائل إلى أمّي”.

يقول فيها: “صباح الخير من مدريد.. ما أخبارها الفلّة؟ بها أوصيك يا أمّاه.. تلك الطفلة الطفلة.. فقد كانت أحب حبيبة لأبي.. يدلّلها كطفلته.. ويدعوها إلى فنجان قهوته.. ويسقيها.. ويطعمها.. ويغمرها برحمته”.

وربط قباني الفلّ برسائله إلى والدته أن “تصويره لنبتة الفلّة الموجودة في بيته القديم، يعكس علاقة تبادُلية وعاطفية وثيقة.. شاعر يتحدَّث إلى والدته وهو على بُعد آلاف الكيلومترات ومع ذلك يسألها عن الفلّة”.

علاقة نزار بمكان ولادته كانت قائمة دائماً، ويُقال إنه ذات مرة، أدخل نزار يده إلى جيبه ليخرج مفتاح شقّته في مدريد، فأخرج بدلاً منه مفتاح منزله في دمشق القديمة.

وقيَ الشاعر الدمشقي يتردَّد إلى منزل العائلة الذي تمّ بيعه، خاصةً عندما يأتي لزيارة قبر إبنه توفيق المدفون في مقبرة الباب الصغير.

كما زاره في التسعينات قبيل وفاته جالِساً عند طرف البحرة، حيث دعاه صاحب البيت الجديد “تفضّل.. أجلس في الداخل”، فردّ قباني “جئت لأقعد فقط على طرف البحرة”، وشرب فنجان قهوة.

وبينما هو على هذه الحال حتى تقدّمت منه إحدى القِطط واستقرّت في حضنه.. فقال نزار “ربما عرفت أنني كنت من سكان هذا البيت”.

مُرْتكزين أساسيين في مسيرة نزار قباني الشعرية

وطوال مسيرة نزار قباني الشعرية يظهر أن قباني استند مُرْتكزين أساسيين هما الأمّ والبيت، فقد كان يُسْقِط والدته على صفات المرأة “التي كان يحبّها وهذا يعكس مدى تعلّقه بها”،

كما جاء في إحدى قصائده التي يقول فيها “عرفت نساء أوروبا.. عرفت عواطف الإسمنت والخشب.. عرفت حضارة التعب.. وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر.. ولم أعثر.. على امرأة تمشّط شعري الأشقر” .

أما المُرْتكَز الثاني فكان البيت الذي تربّى فيه قباني إذ يقول “هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر؟

بيتنا كان تلك القارورة”، وقال أيضاً: “لا بدّ من العودة مرة أخرى إلى الحديث عن دار مئذنة الشحم لأنها المفتاح إلى شعري والمدخل الصحيح إليه، وبغير الحديث عن هذه الدار تبقى الصورة غير مُكْتَمِلة ومُنْتَزَعة من إطارها”.

عمائم على جدران منزل نزار قباني

وبحسب وسائل إعلام سورية؛ فإن ملاك البيت الجدد هم من عائلة “نظام الدين” الدمشقية، والتي عُرف عنها ولائها لنظام الأسد، وما يعرف بــ “محور المقاومة”.

منزل نزار قباني في دمشق القديمة / إنترنت

حيث تحول المنزل إلى معرض لصور بشار الأسد وزعيم حزب الله اللبناني “حسن نصر الله”، كما غير ملاك المنزل الجدد أرضه وجدرانه وأصبحت بالمرمر والسيراميك بأشكال حديثة، وأضافوا مصعدًا كهربائيًا بين طابقيه.

تفصل بمتابعتنا على منصة أخبار جوجل نيوز من هنا، وقناة أوطان بوست على التيلجرام من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً