نجوم

انتقد شخصية صلاح الدين الأيوبي وقال إن الأسد لم يستمع لشعبه.. الحكاية الكاملة للفنان عباس النوري (صور/ فيديو)‏

انتقد شخصية صلاح الدين الأيوبي وقال إن الأسد لم يستمع لشعبه.. الحكاية الكاملة للفنان عباس النوري (صور/ فيديو)‏

أوطان بوست – وكالات

عباس النوري ممثل ومخرج وكاتب سوري شهير، بدأ مشواره الفني في عام 1976، ليقدم الكثير من الأعمال الناجحة في المسرح ‏والتليفزيون والسينما.

اشتهر بين الجمهور العربي بشخصية “أبو عصام” المحركة للكثير من أحداث المسلسل الشهير باب الحارة.‏

عُرف عن عباس النوري حبه للمطالعة منذ صغره، فقرأ الكثير من الكتب عن السينما والمسرح، وكانت خشبة المسرح الجامعي ‏فرصته لإبراز موهبته الفنية، تحت قيادة المخرج العريق فواز الساجر.‏

يُعد النوري واحدًا من أكثر الشخصيات الفنية المثيرة للجدل في الوسط الفني السوري، البعض يراه مواليًا لنظام الأسد، والبعض ‏الآخر يراه من الفئة التي اختارت الحياد، إلا أن لديه بعض التصريحات القوية المنتقدة للنظام.‏

البداية الفنية

وُلد الفنان عباس النوري في 8 ديسمبر 1952، في حي القيمرية الدمشقي، اهتم منذ صغره بمطالعة الكتب السينمائية والمسرحية، ‏فالتحق بنادي ثقافة حي القيمرية.

وأسس مع أعضاء النادي فيما بعد، فرقة مسرحية تحت اسم فرقة الأضواء، فأخرج ومثل معها عدة ‏مسرحيات، وتحمل كل أعضاء النادي تكاليف الإخراج والوسائل اللازمة.‏

فقر أسرته منعه من الدراسة في الخارج

نشأ النوري في أسرة وضعها المادي ليس جيدًا، فقد كان والده يعمل في ورشة “ميكانيكا سيارات”، وكان عباس يساعده، لذلك ‏رفض التحاقه بإحدى الجامعات الأجنبية لدراسة المسرح والسينما.‏

التحق النوري بجامعة دمشق، قسم التاريخ، وعلى خشبة المسرح الجامعي ظهرت موهبته، حيث عمل مع المخرج السوري ‏العريق فواز الساجر في عدة مسرحيات هامة.

وكان أبرزها: مسرحية “رسول من قرية تميرة للبحث عن قضية الحـ.ـرب والسلم” للكاتب ‏المصري محمود دياب، قدمت المسرحية بالفصحى، وشارك بها الكثير من فناني جيله، أمثال: سلوم حداد، بسام كوسا، نذير ‏سرحان.‏

بعد العمل في عددٍ من المسرحيات، انتقل النوري إلى التليفزيون السوري عن طريق الفنان سليم صبري، بعد أن اختاره للمشاركة ‏في خماسية تلفزيونية بعنوان (سمر).

بعدها تلقفه عدد من المخرجين المخضرمين في ذلك الوقت، أمثال: محمد فردوس أتاسي، هيثم ‏حقي، علاء الدين كوكش، غسان جبري.‏

قدم عباس النوري العديد من الأدوار المهمة في أعمال حققت جماهيرية واسعة في سوريا والوطن العربي.

مثل: أحلام منتصف ‏الليل والبيادر والوسيط والأجنحة والطبيبة والهجرة إلى الوطن وأبو كامل وغيرها من الأعمال التي مثلت الانطلاقة الحقيقية ‏للدراما السورية.‏

مؤلف ومخرج

لم يكن عباس النوري ممثلًا فقط، بل كان مخرجًا ومؤلفًا، ألف عدد من الأعمال، منها: سهرة تليفزيونية بعنوان “تحليل خاطئ”، ‏مسلسل إذاعي بعنوان “شاميات عباس النوري”، بالإضافة إلى تأليف الجزء الأول والثاني من المسلسل الشهير “أولاد القيمرية”.‏

أما عن الإخراج، فقد أخرج عددًا من الأعمال أيضًا، منها: أفلام (مشروع أم، الخطيبة، ذاكرة صعبة)

سهرات تليفزيونية (حياتنا ‏على طريقة الكمبيوتر، تحليل خاطئ)، ومسلسلات (ما بتخلص حكايتنا، زعلي طول أنا وياك).‏

في التليفزيون

تنوعت أعمال الفنان عباس النوري في التليفزيون ما بين الدراما الاجتماعية، التاريخ، وأعمال البيئة الشامية

فشارك في أكثر من ‏مائة عملٍ، ساهمت في جعله واحدًا من نجوم الصف الأول في الدراما السورية.‏

بعد النجاح الواعد في البدايات، ومع بداية التسعينات وهي الفترة التي جسدت ثورة الدراما السورية على مستوى الوطن العربي ‏بأعمال ساهمت بترسيخ الدراما السورية عربيًا.

مثل: هجرة القلوب إلى القلوب والدغري وأيام شامية والخشخاش وطقوس الحب ‏والكراهية وغيرها.‏

توالت النجاحات مع تقادم السنين والخبرات وقدم أدوارًا وأعمالًا مفصلية، مثل: دور خلخول في النصية، محي الدين في رقصة ‏الحبارى، شاكر الكوراني في ليل المسافرين.

والمعلم عمر في ليالي الصالحية، الشهيد أبو جندل في الاجتياح، أبو عصام في ‏المسلسل الشهير باب الحارة، أبو جعفر المنصور في مسلسل أبو جعفر المنصور

الروائي جلال جديني في مسلسل ليس سرابًا، ‏حمزة آغا والجوربجي في ثلاثية الحصرم الشامي.‏

آخر أعماله التليفزيونية، مسلسل دارين، مسلسل شارع شيكاغو المنتظر عرضه قريبًا. ويعكف حاليًا على المشاركة في مسلسل ‏حارة القبة المتوقع عرضه في رمضان 2021.‏

في السينما

مشاركات النوري السينمائية اقتصرت على بداياته الفنية عندما كان هناك في سوريا حراك سينمائي مهم.

وقدم عدد من الأفلام، ‏منها: عشاق عام 1978، حب للحياة عام 1981، قتل عن طريق التسلسل عام 1982، التقرير عام 1986.‏

حياته الشخصية

عباس النوري متزوج من الكاتبة السورية عنود الخالد، ولديه 3 أبناء، هم: رنيم وميار وريبال. تعرض الفنان عباس النوري إلى ‏إشاعات كبيرة تخص وفاته.‏

‏ أولها كانت في مطلع أبريل من عام 2012م، عندما انتشرت شائعات حول مقـ.ـتـ.ـله إثر انفـ.ـجـ.ـار ساحة السبع بحرات، والثانية كانت ‏في شهر مايو 2013م.

حيث انتشرت إشاعة وفاته مساندا لجيش النظام السوري، انتشار النـ.ـار في الهشيم، بسبب وجود صورتين ملفـ.ـقـتين ‏تدل على مـ.ـوته

لكن الفنان عباس النوري نفى كل هذه الإشاعات مؤكدًا على أنه حي يرزق وأنه يعمل على مسلسلات جديدة.‏

“صلاح الدين الأيوبي كذبة”!‏

في لقاءٍ إذاعي مع برنامج “المختار” عام 2018، أثار عباس النوري جدلًا واسعًا عندما انتقد شخصية صلاح الدين الأيوبي حين ‏وصفه بـ “الكذبة الكبيرة”

وأنه هو من أعاد اليهود إلى فلسطين ولم يحررها من الصليبيين.‏

كان هذا التصريح الجريء سببًا في تصدر النوري لقوائم التريند على مواقع التواصل الاجتماعي

حيث تعرض للكثير من ‏الانتقادات دفعته للرد عبر منشورٍ على حسابه الرسمي على موقع فيسبوك.‏

وكتب النوري: “جاء كلامي في معرض الضرورة اللازمة والوطنية لإعادة بناء الكثير من المفاهيم التي تربينا ونشأ وعينا ‏وشخصياتنا الوطنية عليها.

ومنها مفاهيم جاءت من التاريخ الإسلامي والعربي عمومًا ولا يجوز اقتطاع جزء على حساب ‏الكل على طريقة (ولا تقربوا الصلاة…) دون تتمة”.

وأشار في منشوره إلى مجموعة من المراجع التي اعتمد عليها في إطلاق ‏أحكامه على شخصية صلاح الدين، وأنه أيضًا فوجئ بما قرأه في تلك المراجع.‏

كما كتب النوري مقالة في جريدة الوطن القريبة من نظام الأسد تراجع فيها عن تصريحاته بخصوص صلاح الدين الأيوبي، وقدم ‏اعتذارًا عن ما قاله.

ومما جاء في مقالته: “أشكر مطلقي الغـ.ـضب وأقدم لهم اعتذاري لما أصابهم به كلامي من أثر لم أتقصده بالتأكيد”.‏

عباس النوري والسياسة

وفي جزء آخر من الحوار، أعلن أنه لم يعد يكترث للسياسة، حيث قال: “أنا لا أؤمن بالسياسة لذلك لا أعمل بها

إرضاء الناس غاية لا تدرك، والسياسة أبعد ما يمكن عن ‏الفنان، أنا أؤمن بالمشروع الثقافي، لأنه الأبقى”.‏

أما عم موقفه من الثـ.ـورة السورية، فمع انطلاقها في عام 2011، انقسم الفنانون السوريون إلى ثلاثة أقسام، قسم دعم النظام السوري مباشرة

وقسم ‏عارضه، وقسم ثالث فضل الصمت، ولم يعرف موقف واضح لعباس النوري، لكنه استمر في العمل في إنتاجات محلية.‏

لكنه في عام 2013، صرح النوري إلى صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”: “الأب الذي لا يستمع لأبنائه أبٌ فاشل

وهذا أمر يقود ‏لتـ.ـدمـ.ـير الأسرة، والأسد لم يستمع لأبنائه فوصل الحال السوري إلى أعلى درجات الدمـ.ـار والخـ.ـراب”.‏

مقالات ذات صلة