عربي

بعد ظهور صورته بطريقة مهينة: صدام حسين يحاكم القاضي الذي أعدمه.. ويعرّي عصبة “الانتـ.ـقام” الأسود!

بعد ظهور صورته بطريقة مهينة: صدام حسين يحاكم القاضي الذي أعدمه.. ويعرّي عصبة “الانتقام” الأسود!

أوطان بوست – وكالات

في عزاء ميـ.ـت، تُنتـ.ـهك حرمة مـ.ـيت آخر ..  إنه زمن الحقد الطائفي، حيث تسقط كل المحرمـ.ـات، زمن تلخصه صورة عملاقة، للرئيس الراحل صدام حسين.

وضعها ذوو القاضي محمد عريبي، على أرضية مدخل عزائه. لاستخدامها كمداس للمُعزين. وفوق الصورة طبعات أقدام!

ليست أخلاق العراقيين!

كان القاضي عريبي “52” عاماً. الذي قضى متأثراً بـ “كورونا”، قبل أيام، هو من أصدر حكم الإعدام، على الرئيس صدام.

ثمة جدل أثارته الصورة، على وسائل التواصل الاجتماعي العراقية.

/ صورة من الإنترنت

صورة صدام حسين في عزاء القاضي محمد عريبي

ما بين مستنكر لـ “إهـ.ـانة الأمـ.ـوات”، البعيدة عن أخلاق العراقيين. وما بين مؤيد متحمس يرى أن: القاضي عريبي، تمكن من هزيمة حزب البعث في حياته وبعد ممـ.ـاته.

أرادوا الصورة لـ “إذلال صدام”، بيد أنها عرّت الراحل عريبي، إذ لم يكن القاضي على ما يبدو عادلاً، في محاكمة الرئيس الراحل ولم يكن مثالياً،

ولن يبقى خالداً في نفوس العراقيين عموماً، بحسب النـ.ـعي الذي أصدره، مجلس القضاء الأعلى العراقي، بل فقط في ذاكرة الطائفيين الحاقدين منهم.

صدام والقوة سوبر 12

في تراجيديا “صدام حسين” مشاهد تتنافس في الإيلام. من محاكمة محسومة النتيجة سلفاً، إلى إعـ.ـدامه في أول أيام عيد الأضحى المبارك، على إيقاع شعارات مذهبية قذرة.

وما بينهما، تحكيه ذكريات لجنود من الوحدة 515، التابعة للشرطة العسكرية الأمريكية:

يروي الضابط ويل باردنويربر، في كتابه “صدام حسين وحراسه الأمريكيون، سجين قصره”: أن بعض الألفة نشأت بين الحراس الأمريكيين، الذين أطلقوا على أنفسهم القوة “سوبر 12” نسبة لعددهم

صورة صدام حسين في عزاء القاضي محمد عريبي

وبين صدام الذي لم تبدُ عليه علامات الشر، في إشارة إلى ما كانت تطلقه عليه الولايات المتحدة “رمز محور الشر”، وتطورت تلك العلاقة مع بعض الحراس إلى صداقة، خلال فترة قصيرة.

كان صدام، يبدي اهتماماً بالحياة الخاصة للحراس ويسألهم عن أفراد أسرهم، حتى أنه كتب قصيدة لزوجة أحدهم.

ويتبادل الأحاديث معهم، عن المشـ.ـاكل التي يواجهها الآباء مع الأبناء، ويروي بعض الحـ.ـوادث التي عايشها. 

كان الكل بحسب “الضابط الكاتب”، على يقين بأن نتيجة المحكمة شبه محسومة، وبأن صدام يواجه المـ.ـوت.

لكن اللحظة الأقسى التي كانت في نهاية مهمتهم، هي الإحساس بأنهم لعبوا دوراً في مـ.ـوت شخص تعرفوا عليه، وعايشوه لفترة.

تعرض للركل وبُصق عليه بعد مـ.ـوته!

بدوره، أصغر الحراس “22” عاماً حينها، “آدم روجرسون”،  يصف في مقابلة أجريت معه 2018، اللحظات الأخيرة التي سبقت عملية إعدام صدام: “كان يوماً حزيناً

وقبل أن يسير إلى غرفة الإعدام، توجه إلينا وودعنا قائلاً: كنتم جميعاً بمثابة أصدقاء، بكى بعض الحراس.

أما هو فقد كان حزيناً. كانت لحظات غريبة، تعاركت مع الآخرين، ونجوت من عبوات ناسفة، لكن لم أكن مهيأً لمواجهة وضع كهذا.

بعد دخوله، سمعنا بعض الضجيج والصراخ، ثم سمعنا صوت سقوط شيء على الأرض، وإطـ.ـلاق نــ.ار، بعدها شاهدته محمولاً على الأكتاف.

كانت لحظات مشحونة للغاية، تقوم بتسليم الشخص الذي كنت تحميه كي يقتله الآخرون، ويتعرض للركل، ويُبصق عليه بعد مـ.ـوته، شعرت أني أكن له الاحترام “.

لم يحتج أحد!

المفارقة أن ميتاً انتهكت حرمته، في عزاء ميت أقيم في “مسجد ” وسط بغداد. بحضور شخصيات سياسية، نيابية، مجتمعية، منظمات مدنية، ورؤساء عشائر. لكن أحداً منهم لم يُسجل اعتراضاً!

15 عاماً، على إعدام الرئيس صدام حسين، في 30 كانون الأول 2006. لا يزال الحقد يولد أحقاداً. . . أي مستقبل هذا الذي ينتظره العراق؟

المصدر: أورينت

مقالات ذات صلة