تركيا

عالم أمريكي يمتدح المسيرات التركية .. وكاتب تركي يرد “لقد بدأنا للتو والمفاجأة الحقيقية هي عودة التاريخ” !

عالم أمريكي يمتدح المسيرات التركية .. وكاتب تركي يرد “لقد بدأنا للتو والمفاجأة الحقيقية هي عودة التاريخ” !

أوطان بوست – وكالات

نشر العالم الأمريكي فرانسيس فوكوياما، المعروف بكتابه “آخر إنسان ونهاية التاريخ” وبدفاعه عن أن الفكرة الليبرالية الغربية هي آخر نقطة يمكن أن يصل إليها البشر، مقالا يحمل الكثير من المديح لقوة الطائرات المسيرة المسلحة التي تصنعها تركيا.

“لقد غيرت الطائرات المسيرة المسلحة التي تصنعها تركيا مؤخرا تكتيكات الحروب الحالية. فهذه الطائرات هي التي غيرت المشهد العالمي، أما تركيا فقد أصبحت لاعبا رئيسا على الساحة”.

تركيا تتفوق على أمريكا وروسيا والصين

“ولقد نهضت تركيا بنفسها إلى مستوى قوة إقليمية عظمى أكبر من أمريكا أو الصين أو روسيا يفضل قدرتها على تحقيق نتائج أكثر منهم في ظل هذه التطورات”.

المسيرات التركية / صورة من الإنترنت

وقد لفت فوكوياما الانتباه إلى الطائرات المسيرة من طرازي TB2 والعنقاء التي تنتجها تركيا وما حققه المهندس التركي سلجوق بيراقدار من نجاحات في المجال الدفاعي

وكيف غيرت طائرات TB2 معادلة القوى في سوريا وليبيا وقره باغ، وأضاف “سيغير استخدام تركيا للطائرات المسيرة المسلحة من طبيعة قوتها البرية بشكل يزلزل ميزان القوى الحالي”.

فوكوياما رجل مخططات

يعتبر فرانسيس فوكوياما رجل مخططات، فكل مقال وكتاب يؤلفه ودراسة يجريها تركز على المخططات.

كما أن عقليته مبنية حصرا على الهيمنة الأمريكية والغربية على العالم. لذلك فمديحه ونقده وأهدافه موجهة لهذا الاتجاه.

لقد آمن ذلك الرجل بأن الغرب هو الإنسانية ذاتها؛ إذ يحمل فكرة مبنية على عبارة “لن يكون هناك عالم ولا إنسانية ولا حضارة بعد الغرب”.

فلا يخفى على أحد أن هذا الرجل لا يؤمن أو يولي اهتماما بالحضارات القديمة والنهضات المستقبلية.

لذلك فإني أعتبر “مدح” هذا الرجل لسطوع نجم الطائرات المسيرة المسلحة التركية بمثابة “تحذيرا” موجها للبعض.

كما أؤمن بأن هذا النوع من المقالات يركز على المخططات في الوقت الذي تتسلح فيه فكرة “إيقاف صعود تركيا” بأقوى الأسـ.ـلحة في الداخل والخارج وتتعرض فيه تركيا من شتى جوانبها لعمليات “حصار” وتقام فيه الجبهات المعلنة والصريحة.

فتحنا أبواب “النهضة الكبرى” ونشرنا هذه الطاقة في كل مكان

لقد استشرفنا زمانا وعالما يحملان الكثير من الحيرة والمفاجآت وخيبات الأمل لرجل يحمل فكرة مفادها “نهاية الغرب هي نهاية العالم والليبرالية الغربية هي أسمى نقطة يمكن أن تصل إليها البشرية”.

لا شك أن كل تحليلات فوكوياما صحيحة، بل إن هناك الأكثر منها. ذلك أن تركيا فتحت أبواب نهضة كبرى ونشرت هذه النهضة في كل مكان

وأرست دعائم ستؤثر في أحداث القرن الحادي والعشرين على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والجيوسياسية والأهم من ذلك التاريخية.

صفحة جديدة في تاريخ الحـ.ـروب بداية تبدل موازين القوى الجيوسياسية

لقد رفضت تركيا الحماية والوصاية الأمريكية والأوروبية وانطلقت في طريقها نحو تأسيس جديد، وهو ما يعتبر استنفارا كبيرا تستمد قوته من خبرتها الحكومية والسياسية التي ترجع لقرون

كما تستمدها من خبرتها الإقليمية وإرثها الإمبراطوري، لترسم ملامح مستقبل وطموح من أجل المنطقة والعالم، وهذا ما سيحدث بالفعل.

لقد غيرت تكنولوجيا الطائرات المسيرة المسلحة ميزان القوى الجيوسياسية في محيطنا وفتحت الطريق أمام تركيا وعززت قدراتها.

والآن تضع تركيا طريقة جديدة للغاية في تاريخ الحروب العالمية؛ إذ إن الطائرات وأنظمة الدفاع باهظة الثمن لم تعد ذات فائدة.

توحيد الأناضول وآسيا الوسطى

تستخدم الطائرات المسيرة المسلحة للمرة الأولى بهذا الانتشار في مثل هذه العمليات الجوية؛ إذ إن الطائرات المسيرة المسلحة وغير المسلحة التي كانت تستخدم لضرب أهداف فردية محددة غيرت مبادئ الدفاع الجوي تماما.

هذا ما فعلته تركيا، وستفعل المزيد مستقبلا، فلم تغير فقط معادلة الحرب في سوريا بل وتخلصت تماما من الكيانات التي يدعمها الغرب في سوريا ثم في ليبيا.

كما غيرت خريطة القوى في إقليم قره باغ الذي كان يمثل مشكلة لمئات السنين، لتقيم وحدة بين الأناضول وآسيا الوسطى.

لذلك فإنني متأكد من أننا سنشهد نتائج مشابهة في شرق المتوسط وبحر إيجة بل وفي البحر الأسود الذي يبدو أنه على وشك الانفجار في أي لحظة هذه الأيام إذا أصبح الأمر حتميا.

الطائرات المسيرة فلسفة تركيا الجديدة تركيا ستكون “دولة المفاجآت”

لقد أصبحت الطائرات المسيرة المسلحة الفلسفة الدفاعية الجديدة، فهي فلسفة تركيا الجديدة.

ولعلكم ترون كل المقومات التاريخية والجغرافية والعسكرية والاقتصادية لتركيا ولغة الدولة الجديدة التي تتحدث بها وبحثها عن مكان على ساحة القوى الدولية الجديدة بالنظر إلى فلسفة الطائرات المسيرة المسـ.ـلحة.

إن مفاجأة تركيا الوحيدة لا تتمثل في الطائرات المسيرة المسلحة، بل إن تركيا ستكون دولة المفاجآت في كل المجالات في هذا القرن.

ولأن أوساط السياسة والقوة والفكر في الغرب رأت ذلك فإنها تكيل “المديح” له، لكن معظم هذه التقييمات التي تبدو في ظاهرها مدحا هي في الواقع “تحذيرات” موجهة إلى العالم الغربي.

أقاموا الجبهات لهذا الغرض .. أمثال فوكوياما سيعيشون صدمـ.ـات كبرى لهذا السبب

إن هذا هو السبب الرئيس لمحاولاتهم في شمال سوريا من أجل “إيقاف تركيا” وما فعلوه ليلة 15 تموز وشرق المتوسط

وإقامتهم للجبـ.ـهات المتتالية وحشدهم العسكري في بحر إيجة وجزره وأخيرا تكثيفهم جهودهم في البحر الأسود.

إن الذين يؤمنون مثل فوكوياما بفكرة “الإنسان الأخير ونهاية الليبرالية الغربية” سيعيشون صدمـ.ـات كبرى بسبب التغيرات التي يشهدها العالم في هذا القرن.

كما أن الذين يظنون أن الخبرة والتقاليد البشرية ونهضات القوى تبدأ وتنتهي بالغرب سيجدون صعوبة في إدراك النهضات التي ستحققها دول “العالم القديم” وصعود الحضارات غير الغربية.

اصبروا، لقد بدأنا للتو .. المفاجأة الحقيقية هي “عودة التاريخ”

لذلك ربما تصبح تركيا أكبر هذه المفاجآت. فالذين يناقشونه اليوم من خلال مسألة الطائرات المسيرة المسلحة التي تنتجها تركيا سيناقشونه قريبا للغاية

من خلال مجالات الدفاع والتكنولوجيا والاقتصاد والثقافة والتعبئة المجتمعية وعودة هذه الأمة وتاريخها.

لقد بدأنا للتو، لكن المفاجأة الحقيقية هي “عودة التاريخ”؛ إذ إن هذا هو الذي لا يمكن إيقافه أو منـ.ـعه

لأنه سيغير المنطقة وسيزلزل محور العالم، وهذا هو أكبر مفاجآت تركيا .. اصبروا وانتظروا، لقد بدأنا للتو!

المصدر: مقال رأي للكتاب التركي “إبراهيم قراغول” – يني شفق

مقالات ذات صلة