تاريخفيديو أوطان

جابه الفرنسيين في سوريا وهز كيان بريطانيا في فلسطين ثم سقط شهيداً في معركة الساعات الستة .. أبرز محطات الشهيد عز الدين القسام

جابه الفرنسيين في سوريا وهز كيان بريطانيا في فلسطين ثم سقط شهيداً في معركة الساعات الستة .. أبرز محطات الشهيد عز الدين القسام

أوطان بوست – فريق التحرير

محمد عزالدين بن عبدالقادر، أوما يعرف بعزالدين القسام، المولود في مدينة جبلة السوريٌة عام 1883م، وترعرع في أسرةٍ ملتزمةً ومتدينة.

قضى القسام طفولته في جبلة، في قراءة القرآن وتعلم القراءة والكتابة والحساب في الكتاتيب، فضلاً عن دراسته لمبادئ العلوم الشرعية.

وتعلٌَم اللغة والفقة والتفسير والحديث، في زاوية الإمام الغزالي، على يد الشيخ سليم طيارة وهو بيروتي الأصل، والشيخ أحمد الأروادي.

وتزوج القسام من السيدة أمينة نعنوع، فأنجب منها ولداً أسماه محمد، إضافةً لثلاث فتيات أسماهنٌ : عائشة وخديجة وميمنة.

القسام ورحلته إلى الأزهر

لم تكن إلا الكتاتيب في جبلة خلال القرن التاسع عشر، لتعليم القرآن والفقه وغيرهما، ولم يكن الساحل السوري أيضاً بأفضل منها.

حيث أنها لم تعد تكفي القسام، ولم تعد حلقات الدرس المسجد الأموي، يحقق المستوى الذي يريده، والذي يطمح لتحقيقه والارتقاء إليه.

فأصبح يبحث عن الأفضل، حيث قرر الرحيل إلى الجامع الأزهر، في العاصمة المصرية “القاهرة”، وذلك في عام 1896.

العودة إلى جبلة وصراع الأفندية

تخرٌج القسام من الأزهر عام 1906, وعاد إلى أهله ومدينته “جبلة”، حاملاً معه الإجازة في العلوم الإسلامية.

فقد كانت طبقتيٌ الأفندية والفلاحين، تحكم المجتمع الريفي حينها، إلا أن الأولى هي من كانت تهيمن على الأرض والمال.

وكان يسيطر على جبلة في ذلك الوقت، الأفندي “ديب”، والذي كان يعتبر من أصحاب الأملاك الكبيرة، والسلطة والنفوذ الأقوى.

إلا أن عزالدين القسام، لم يكن يقدم الطاعة له، وأخذ يوضح لأهل مدينته، أن الأفندية طبقة ظالمة ويتحكمون برقابكم ويأكلون أموالكم.

ما فعله القسام، من كشف للحقائق وغيرها، أخذ صدىً واسعاً، وبات يلعب دوراً كبيراً في التأثير على نفوذ وهيمنة الأفندية.

أما على الصعيد العلمي، فقد بدأ بتعليم أبناء قريته، حيث خصص حلقات دراسية للأطفال في الصباح، ولكبار السن في المساء.

وفتح القسام مدرسة عام 1912, في مدينة جبلة، وعين خطيباً خطيباً لمسجد المنصوري، الذي شهد الانفتاح في عهد عزالدين.

محاربة الاحتلال الإيطالي في ليبيا

عندما حاصر الأسطول الإيطالي، مدينة طرابلس عام 1911, انتفض القسام من جبلة، وأخذ يندد بالطليان من على منبره.

وعمد في جميع خطاباته ودروسه الدينية، إلى تشجيع الناس على الانتفاضة، وتحريك غريزة الأخوة نصرةً لمدينة طرابلس.

إضافةً لقيادته المظاهرات في شوارع اللاذقية وجبلة وبانياس، وعندما تم الاحتلال الإيطالي، تحول القسام إلى قيادة تجنيد الشبان، لمقاومة الغزو الإيطالي.

فقد تمكن حينها من تجنيد المئات، وقادهم بنفسه وتعهد لهم بإعدادهم عسكرياً وفكرياً، كما وساهم بجمع الأموال، لتأمين مستلزماتهم.

واتصل القسام حينها بالسلطة العثمانية التركية، وحصل على الموافقة من الباب العالي، للدخول إلى إسكندرونة ومن ثم إلى ليبيا.

إلا أن الحظ لم يحالفهم، حيث مكثوا في إسكندرن أربعين يوماً، دون أن يتمكنوا من دخول ليبيا، ليعودوا على إثرها إلى بلادهم.

القسام ومقاومة الاختلال الفرنسي في سوريا

عندما احتل الأسطول الفرنسي الساحل السوري عام 1918, كان القسام أول من أعلن القتال ضد فرنسا في تلك المنطقة.

حيث حمل السلاح بوجه الفرنسيين وجهاً لوجه، ودعا الأهالي للمقاومة، فكانت منطقة صهيون أولى المنتفضين بالثورة وبقيادة القسام.

ولعل من اشهر المعارك التي خاضها، هي معركة “بانيا”، عندما هاجم ليلاً مع رفاقه، إحدى الثكنات العسكرية الفرنسية أوائل عام 1920.

لم يكتب لثورة القسام النجاح، حيث ضعفت بسبب غياب الإمداد من القيادة السياسية في دمشق، التي انتقل إليها ليدافع عنها، ثم إلى حيفا عام 1920.

القسام ومشواره في فلسطين

بعد أن سقطت دمشق بيد الفرنسيين عام 1920, قرر التننقال إلى مدينة حيفا للإقامة فيها، بعد رحلة طويلة من السفر والمشقة.

وتخلل في حيفا عدة وظائف، أبرزها وظيفة المأذون الشرعي، إلى جانب عمله في مجال التعليم والإمامة والخطابة في المساجد.

وفي عام 1926, تنبه القسام لما يحيكه الاحتلال البريطاني، من مؤامراتٍ ومخططات استعمارية ضد أرض فلسطين وأهلها.

فأخذ يحرض الناس ويدعوهم لتوخي الحذر، والاستعداد لمواجهة الاحتلال، حتى أنه تعرض للسجن إلا أنه سرعان ما خرج بسبب الاحتجاجات.

ورغم ذلك لم يتراجع، فقد بادر إلى تشكيل خلايا جهادية سرية، ودعا إلى انتهاج طريق الثورة المسلحة، لإفشال المشروع الاستعماري ضد فلسطين.

ومن هنا اصبحت بريطانيا تلاحقه، حتى تمكنت في عام 1935, من معرفة مكانه ورفاقه الكائن في قرية الشيخ زايد.

وحاصرتهم في تلك القرية، وطالبتهم بالاستسلام، إلا أن القسام رفض ذلك وقاومهم، واسقط قتلى وجرحى في صفوفهم.

دارت حينها معركة استمرت لست ساعات، نال خلالها القسام شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن ارض فلسطين، وتاركاً خلفه مسيرةً خلدها التاريخ.

مقالات ذات صلة